-->

الكادح


يبني القصور و كوخه خرب
 ساءت  حياة  كلها  تعب
 الشوك يزخر  في  مسالكها
 و الريح  ماتنفك  تضطرب
 لا يزدهي  في  ليله  قبس
 إلا   تولت  طمسه  النوب
 لكأنه  في   الناس   حاشية
 وكأنه  في  الأهل  مغترب
 جلبابه    رقع   تألفها  غرض
 و  باعد   بينها    نسب
 مشت السنون عليه فاختلطت
 أصباغه  و تقارب  السبب
 دامي   الفؤاد   يمضه   ألم
 ذاوي الجفون  يعضه  شغب
 عرق  الجهاد  يزين جبهته
 تاجا   علته  هالة  عجب
 بالروح في  كانون  نظرته
 يصطك  من  قر  و  يضطرب
 جمدت على المنقار  راحته
 فكأنها   من  بعضه  خشب
 تلهو الرياح به فإن سكنت
 فتحت عليه ثقوبها السحب
 يا رب عفوك إن كفرت فما
 ترقى  إلى  ملكوتك الريب
 أو  ليس   يجمعه   بسيده
 نسب  من الصلصال أو حسب؟
 فعلام  تشتاق   الريال  يد
 ويد تراكم حولها الذهب؟
 و علام  يغصب   حق  مجتهد
 ليفوز  باللذات   مغتصب؟
 ياغائصا  بالطين  لا نصب
 يوهي  عزيمته  و  لا  وصب
 ما أنت  أول  كادح عثرت
 آماله  و كبا  به  الدأب



                                                                                      زكي قنصل – ديوان شظايا ، دمشق ، 1986.
يبني القصور وكوخه خرب


 * بطاقة التعريف بالشاعر :

            مراحل من حياته :
 أعماله :
- ولد في ضواحي دمشق سنة 1916
- هاجر مع أسرته إلى الأرجنتين سنة 1929
- نشر قصائده بالمجلات والصحف التي كانت تصدر بالبرازيل والأرجنتين وفي الوطن العربي
- عاد إلى وطنه سنة 1984 ، وأحيا العديد من الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية
- فاز بجائزة ابن زيدون للشعر سنة 1989
- نال جائزة مجلة الثقافة الدمشقية في سوريا
- توفي بالأرجنتين ودفن بها سنة 1994

* من مؤلفاته : 
- شظايا – مجموعة شعرية (1939)
- الثورة السورية – مسرحية نثرية (1939)
- سعاد – مجموعة شعرية (1953)
- تحت سماء الأندلس - مسرحية نثرية
(1965)
- عطش وجوع – شعر (1974)
- ألوان وألحان – شعر (1978)
- هواجس – شعر (1981)
- أشواك (1993)

 * ملاحظة النص واستكشافه :

1- العنوان :

- تركيبيا : يتكون العنوان من كلمة واحدة (عنوان مفرد)
- معجميا : ينتمي العنوان إلى المجال الاجتماعي والاقتصادي
- دلاليا : الكادح صفة يتصف بها من يعمل عملا قاسيا ولا يجني منه إلا القليل
*** يوحي العنوان بالمعاناة والمشقة والفقر والحزن والتعب ، وأن في النص موصوفا رئيسيا يتصف بهذه الصفات.
*** ينسجم العنوان مع البيت الأخير من النص ، حيث تكررت كلمة الكادح وهي مسبوقة بأداة النفي ، مما يدل على مواساة الكادح والتخفيف من  معاناته (ما انت أول كادح…)

2- البيت الأول والأخير من النص : 

        نلاحظ هيمنة للأسماء على الأفعال في البيتين الأول والأخير ( أربعة أفعال فقط مقابل أربعة عشر اسما ) مما يدل على أن النص وصفي . و هذه الأسماء تركب فيما بينها جملا اسمية وصفية من مبتدأ وخبر .. مثل : ( كوخه خرب – كلها تعب…).

3- نوعية النص :

قصيدة شعرية عمودية وصفية ذات بعد اجتماعي واقتصادي

 * فهم النص :

1- الإيضاح اللغوي :

- يزخر في مسالكها : يملأ طرقها وأنحاءها
- لا يزدهي : ازدهى يزدهي الشخص : أعجب بنفسه
               والمقصود لا يشرق  ولا يضيء في ليله نور من الأمل.
- طمسه : إزالته ومحوه
- النوب : مفردها نائبة وهي المصيبة
- القر : البرد القارس
- المنقار : آلة ينقر بها ، شبيهة بالفأس
- راحته : باطن كفه
- يوهي عزيمته : يضعف إرادته
وصب : ضعف الجسم من مرض أو تعب
- الدأب : دأب في العمل : إذا لازمه واجتهد فيه دون ملل

2- الفكرة المحورية :

وصف معاناة الكادح ومقارنته بفئة من الأغنياء من الذين يستغلون الفقراء ويسلبونهم أموالهم

 * تحليل النص :

1- الأفكار الأساسية :

 المقطع
 حيزه داخل النص
 مضمونه
 [1]
 من البيت:1
           إلى البيت:11
 وصف معاناة الكادح وآلامه وأحزانه وأتعابه
 [2]
 من البيت:12
           إلى البيت:17
 استنكار الفوارق الطبقية بين الأغنياء والفقراء، والإشادة بصبر الكادح وتحمله، ومواساته في أحزانه

2- الموصوف الرئيسي والموصوفات الفرعية :

 الموصوف الرئيسي : الكادح
 الموصوف الفرعي الأول:
أوصاف اجتماعية
 الموصوف الفرعي الثاني:
أوصاف جسمية
 الموصوف الفرعي الثالث:
أوصاف نفسية
 - كوخه خرب
- حياة كلها تعب
- في الناس حاشية
- في الأهل مغترب
 - جلبابه رقع
- اختلطت أصباغه
- عرق الجهاد يزين جبهته
- ذاوي الجفون
 - لا يزدهي في ليله قبس
- دامي الفؤاد يمضه ألم
- عثرت آماله وكبا به الدأب

 * الخصائص الفنية :

- التشبيه : ومثاله قول الشاعر : لكأنه في الناس حاشية       وكأنه في الأهل مغترب
- الاستعارة : ومثالها : تلهو الرياح به… – جمدت على المنقار راحته…
- الكناية : ومثالها : – … فتحت عليه ثقوبها السحب (كناية عن الأمطار) – لا يزدهي في ليله قبس (كناية عن فقدان الأمل).
- الاستفهام : ويفيد الاستنكار كما في قول الشاعر : - أوليس يجمعه بسيده     نسب من الصلصال أو حسب ؟
- النداء : – يا رب عفوك… –  يا غائصا بالطين…